حققت المملكة الريادة في دعم مشروع العقد العربي لمحو الأمية، حيث قامت وزارة التعليم بخطى حثيثة ومتواصلة لوضع وتنفيذ الإستراتيجيات والخطط وتصميم البرامج المتنوّعة الخاصة بمحو الأمية وتعليم الكبار، وتطوير الخطط والمناهج الدراسية، إضافة إلى تنفيذ الدورات التدريبية، وتقديم الحلول البديلة والانتقال السلس للعمل بمنظومة التعليم عن بُعد عبر المنصات الإلكترونية وقنوات عين التعليمية، وخدمة المستفيدين في مختلف مراحل التعليم المستمر بكافة المناطق والمحافظات.
وتشارك المملكة ممثلةً في وزارة التعليم شقيقاتها الدول العربية في الاحتفاء باليوم العربي لمحو الأمية لعام 2022 تحت شعار: (محو الأمية.. بناء للإنسان وتنمية للأوطان)، الذي تنظمه جامعة الدول العربية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألسكو)، وذلك في إطار الجهود العربية للقضاء على الأمية بكافة أشكالها، وترسيخ مفهوم التعلّم مدى الحياة، من خلال تنفيذ العديد من المشروعات والبرامج والحملات الوطنية؛ لبناء مواطن واعٍ وقادر على مواكبة التطورات والمنافسة عالمياً في مختلف المجالات.
وتعمل وزارة التعليم بالتعاون مع الجهات المعنية والشركاء بمحو الأمية وتعليم الكبار محلياً وعربياً على تنفيذ بنود العقد العربي لمحو الأمية 2015-2024، منذ بداية إطلاقه بعد اعتماده من القمة العربية؛ لمحو كافة أنواع الأمية، ومحاربة هذه الظاهرة والحد من آثارها السلبية، وذلك بالعمل على تأمين فرص التعلّم الجيد، وتعزيز أحقية كل فرد في الانضمام إلى رحلة التعلّم، وتوسيع مفهوم تعليم الكبار من محو الأمية إلى التعلّم مدى الحياة، ودعم وتطوير برامج ومشروعات ومبادرات محو الأمية بمختلف أنواعها، وكذلك تشجيع الأميين من الجنسين للالتحاق ببرامج تعليم الكبار في المحافظات والمناطق، وتحقيق التنمية المستدامة وفق رؤية المملكة 2030.
وكثّفت الوزارة جهودها في سبيل تحقيق أهداف العقد العربي لمحو الأمية، بما يلبي متطلبات التنمية، وذلك من خلال وضع سياسات تعليمية جديدة تراعي حاجات الأميين من الجنسين، وتحديث مناهج التعليم وابتكار البرامج المناسبة، والاهتمام ببرامج التدريب وأساليبه، إلى جانب تطوير أشكال التقييم وأهدافه، والعمل على بناء الشراكات الفاعلة، وتجويد التخطيط والتنسيق والتنفيذ على مختلف المستويات المحلية والعربية والدولية من أجل المساهمة في القضاء على مشكلة الأمية بمختلف أشكالها.
ويهدف العقد العربي لمحو الأمية إلى تحرير جميع الأميين في العالم العربي من الأمية بحلول 2024، واستيعاب جميع الأطفال في سن التعليم، وتحقيق مبدأ إلزامية التعليم، إضافة إلى الحد من ظاهرة الرسوب والتسرب، وتوسيع برامج محو الأمية للفئات الأكثر فقراً والأشد احتياجاً لتمكينهم من المشاركة في مجتمع المعرفة، وتلبية حاجات التعلّم لكافة الأميين من خلال إتاحة البرامج التنموية لترسيخ التعلّم مدى الحياة، وتضييق الفجوة النوعية بين الجنسين في مجال تعليم الكبار.
ويعتمد العقد العربي على تحقيق الحاجة إلى التمكّن من المهارات الأساسية، والحاجة إلى المعرفة الأساسية، والحاجة إلى الثقافة العلمية والمعلومات العامة، وكذلك الحاجة إلى الحد الأدنى من المعلومات في المجالات المتخصصة، وإلى مهارات الحياة وكفايات القرن 21.