أحدثت منصة مدرستي نقلةً نوعية في مفهوم التعليم الإلكتروني في المملكة، وزاد وجود المنصة على صعيد التعليم في المملكة من قيمتها التعليمية عبر التعليم عن بُعد، وذلك بشهادة عدة منظمات عالمية، حيث أعلن المركز الوطني للتعليم الإلكتروني انتهاء ست جهات عالمية من إجراء دراستين شاملتين عن تجربة التعليم عن بُعد بالمملكة خلال جائحة كورونا، وذلك بهدف توثيق ودراسة واقع التجربة.
ومكّنت منصة مدرستي للمعلم العديد من التقنيات التي تتواءم مع المتطلبات الرقمية للحاضر والمستقبل، ومسارات تعليمية وتفاعلية متنوعة، وبنكاً يتضمن أكثر من 100 ألف سؤال إلكتروني محكّم لكافة المقررات الدراسية، ومنصات رقمية تضم أكثر من 62 ألف محتوى رقمي تعليمي متنوّع بين المرئي والإلكتروني والألعاب، ومصادر تعليمية متعددة (فيديوهات مرئية وكرتونية – واقع معزز – مصادر ثلاثية الأبعاد – قصص وكتب تربوية)، إضافة إلى مصادر تعليمية لتعلّم اللغة الإنجليزية للجميع، ونادٍ للرياضيات، وأكثر من 450 ألف خطة درس إلكتروني بمشاركة المعلّم والمعلّمة.
وأتاحت وزارة التعليم من خلال منصة مدرستي قنوات متنوعة ومتجددة للتواصل الفعّال بين المستفيدين من الطلاب والطالبات، وتوفير الواجبات والاختبارات الإلكترونية وساحات النقاش، وأيضاً توفير برامج مايكروسوفت أوفيس 365 لتمكين الطالب من استخدامها اليوم لمستقبل الغد، والاستمرار بالعملية التعليمية لأكثر من ستة ملايين طالب وطالبة في التعليم العام.
وفرضت منصة مدرستي متغيرات على المجتمع عامةً وأولياء الأمور بشكل خاص، وحفزت وزارة التعليم المسؤولين والمديرين والمعلمين؛ لمساعدة الأسر على كيفية التعامل مع الأجهزة وكيفية الدخول على المنصة، والاستفادة بما يقدم عبر الإنترنت من معلومات أوسع نطاقًا مما يحويه الكتاب المدرسي، وحددت الوزارة الفترات الزمنية لكل مرحلة.
وصنعت التحديات التي واجهت المنصة، التأسيس لمنظومة إلكترونية تعليمية تُدار وفق إستراتيجية واضحة، وفرق عمل متكاملة، وشراكات دائمة، حيث لم يكن من السهل أن تستقبل المنصة 6 ملايين طالب وطالبة و525 ألفاً من شاغلي الوظائف التعليمية؛ فضلاً عن أولياء الأمور في وقت واحد وتحت ظرف واحد، لولا الإيمان بأهمية النجاح، وإيجاد البدائل التي تضمن استمرار التعليم، وسلامة الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات في الوقت نفسه.
وأصبحت "مدرستي" مشروعاً وطنياً، وضمن مسؤولية تضامنية لتجاوز التحديات، وحاضنة لجميع أدوات التعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد، واستمراراً لديمومة العمل من خلالها تم استحداث إدارة إلكترونية تُعنى بإدارة التجربة التعليمية الحديثة، وتتابع وترصد مستجداتها وانعكاساتها على الواقع التعليمي، وذلك مساهمةً في إيجاد بيئة إلكترونية لطلاب وطالبات المملكة، حيث يتلقون تعليمهم بطرق سلسة وعلى فترتين تضمنان عمل المنصة بشكل يتيح جميع أدواتها للمستخدمين، والتعامل مع التقنية بشكل يومي ومنتظم بالحضور عن بُعد، وحل الواجبات اليومية عن بُعد، حتى اندمج الجميع بشغف التعليم الإلكتروني، وسهولة الوصول إلى دروسهم ومعلميهم في رحلة ألفوا تبعاتها وحيثياتها، ليجدوا أنفسهم أمام عالم متكامل من المعرفة، والمشاركة الأسرية الدائمة.
وتواصل وزارة التعليم رحلتها في التعليم عن بُعد، مؤمنةً أن الجانب الإثرائي والتحفيزي أصبح في عالم اليوم مكملاً لا غنى عنه، ويأتي جنباً إلى جنب مع الحصص اليومية، حيث أطلقت مسابقة "منصتي"، لتحفيز الإبداع والابتكار في العديد من المجالات التي تعزز الحس الوطني، وتنمي القدرات، بما تشتمل عليه من مجالات متعددة تتم المشاركة بها إلكترونياً على جميع المستويات والفئات